موقف الإسلام من الشعر :
قال الله تعالى: ( وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ* أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ* وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ*إِلَّا الذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلِواْ الصَالِحَاتِ وَذَكَرُواْ اللهَ كَثِيرًا وانْتَصَرُواْ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ وَسَيَعْلَمُ الذِينَ ظَلَمُواْ أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).
قال الرسول (ص) :
- "إنَّ من الشعر حكمة "
ظن كثير من الناس أن المقصود بالآية الكريمة ذم الشعراء المشركين الذين كانوا يهجون النبي فقط.[3] ومما زاد في ذلك الاعتقاد الاستثناء بقوله تعالى " إِلَّا الذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلِواْ الصَالِحَاتِ وَذَكَرُواْ اللهَ كَثِيرًا وانْتَصَرُواْ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ "[4] إلا أن المقصود في الآية الكريمة طريقة الشعراء ، ليس الشعراء أنفسهم ، فجاء ذكر أنهم يتبعهم الفاسدون ، لأنهم يقولون ما لا يفعلون من هجاء للناس أو مدح الزيف أو وصف للخمر أو غيرها من الأغراض التي تعارض دعوة الإسلام ، خاصة الهجاء الفاحش الذي كان يهجوه كفار قريش للنبي وتشكيكهم في دعوته ورسالته . - وهكذا قام الإسلام ورجاله بمنع الشعر البذيء الذي لايتفق مع الإسلام أو انشغال الفرد المسلم بالشعر عن أمور دينه .لذلك ازدهر الشعر في العصر الإسلامي و صدق قائلوه و لم يحملوه الهجاء الفاسق و لا الغزل الفاحش.